نظم منتدى خبراء إدارة المخاطر ندوة حوارية بعنوان مستقبليات المصرفية الإسلامية في العشرية القادمة من خلال تقنية التواصل المرئي وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمهتمين.
افتتح الندوة معالي الدكتور مروان عوض رئيس المنتدى مرحباً بضيف الندوة الدكتور محمد فخري صويلح ،، ومؤكداً على أهمية موضوع الندوة وضرورته في ظل التحديات والمخاطر التي تواكب المصرفية الإسلامية في العالم خصوصاً في العشرية المقبلة والتي تشهد تطوراً رقمياً وتقنياً مصاحباً للعمل المصرفي بعمومه والعمل المصرفي الإسلامي على وجه الخصوص.
من جانبه أكد المدير التنفيذي للمنتدى بعد ترحيبه بضيف الندوة على أهمية النظر للمخاطر التي تواجه المصرفية الإسلامية باعتبار هذه المخاطر متعددة ومتنوعة وتختلف في بعض جوانبها عن المخاطر والتحديات التي تواجه المصرفية التقليدية.
ثم بدأ المحاضر الدكتور محمد فخري صويلح بعد شكره لإدارة المنتدى على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على مستقبليات المصرفية الإسلامية،، مستعرضاً المدخل التاريخيّ للمصرفية الإسلامية والتي بدأت قبل خمسة عقود في أواسط السبعينيات من القرن الماضي في منطقة الشرق الأوسط بدء من بنك دبي الإسلامي في دولة الإمارات ثم بيت التمويل الكويتي في دولة الكويت ثم البنك الإسلامي الأردني في المملكة الأردنية الهاشمية ،، لتنتشر التجربة المصرفية الإسلامية اليوم في العالم أجمع ولتشكل المصرفية الإسلامية نمواً ملحوظاً في عدد المؤسسات المصرفية الإسلامية التي تجاوزت ٧٠٠ بنك إسلامي على مستوى العالم، إضافة إلى التوسع في صناعة الصكوك الإسلامية والتوسع في الفئات المستفيدة سواء على صعيد الأفراد أو الشركات أو الدول.
ثم استعرض الدكتور صويلح التحديات والمخاطر التي تواجه المصرفية الإسلامية من خلال استعراض مصادر التحديات والمخاطر التي تواجه المصرفية الإسلامية بدء من الصراع بين الربا والبيوع ،وحدة المنافسة في العمل المصرفي، ومدى تقبل الجهات الرقابية والتنظيمية لتجربة المصرفية الإسلامية، وطبيعة الإدارات المصرفية والخلفيات المصرفية والثقافية لها بين تقليدية وأخرى إسلامية وحجم التركزات المالية في القطاع المصرفي الإسلامي.
وأكد المحاضر على ضرورة تعريف المصارف الإسلامية بوصفها مؤسسات مالية تسعى لجمع الأموال من المدخرين وإعادة توظيفها من خلال قنوات تمويل واستثمار مقبولة شرعاً بقصد الحصول على الربح، وتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية.
وأكد على أن الميزة التفضيلية في اختيارات الجمهور عند تعامله مع القطاع المصرفي ترتكز على أربع عوامل هي الربحية وجودة الخدمة والأمان المتمثل بالثقة المصرفية وهي ثلاثية مشتركة بين المصرفية الإسلامية والتقليدية ، فيما تزيد المصرفية الإسلامية بعامل رابع هو المشروعية المستندة على قيام المصارف الإسلامية بعملها على أساس الالتزام بقواعد الشريعة الإسلامية.
وعرج المحاضر صويلح على التحديات التي تواجه المصارف الإسلامية اليوم في العالم والمتمثلة في اختلاف التشريعات والقوانين في تقبلها ودعمها للبنوك الإسلامية بين بلد وآخر، إضافة إلى اختلاف المذاهب الفقهية وأثر ذلك على قبول أو رفض بعض الأدوات التمويلية من الناحية الفقهية ، فيما أكد على أن التجربة المصرفية أصبحت أكثر نضجاً باعتمادها على الأخذ بالأصلح من حيث الفتاوى الفقهية المعتمدة على الدليل الشرعي دون الخوض بالخلافات غير المنتجة ، وأضاف إلى أن اختلاف المستوى التقني للمؤسسات المصرفية يشكل تحدياً ، إضافة إلى اعتماد سعر الفائدة كمؤشر في احتساب الربح للتمويلات والودائع، كما أن ضعف التدريب والتأهيل للكوادر البشرية يشكل تحدياً مستمراً ، يضاف له ضعف و/ أو غياب المعايير الضابطة للتمويل الإسلامي وغياب الإلزامية للأخذ بالمعايير الشرعية والمحاسبية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية ( الأيوفي ) في العديد من الدول ، إضافة إلى عدم وجود نظام فض نزاعات دولي مرجعي للمؤسسات المالية الإسلامية تقبل به جميع المصارف الإسلامية.
وركز المحاضر الضيف على في توصيف التحديات والمخاطر على ما يتعلق بإدارة السيولة والمخاطر والربحية ، إضافة للمخاطر الشرعية والقانونية بكل صورها وأشكالها ، والمخاطر الرسمية والإدارية والمخاطر البشرية.
ثم استعرض الدكتور صويلح عنوان العشرية القادمة للعمل المصرفي والذي يرتكز إدارة الوقت ، ومحدودية الخطأ وتعظيم الربحية ومزيد من المشروعية.
ورسم الدكتور صويلح خارطة الطريق نحو مصرفية إسلامية تركز على الانتقال نحو المصرفية الرقمية، وزيادة الحصة السوقية، والاستعداد للمستقبليات الشرعية التي تجيب على أسئلة المستقبل وتتماهى معه ، والاستعداد كذلك المستقبليات القانونية وما يتعلق منها بفض النزاعات ، والتمكين لرأس المال البشري في المصارف الإسلامية، وتعزيز مخرجات الجامعات لتمكينها من رفد البنوك الإسلامية بقوى بشرية مؤهلة ، وتعزيز التصنيف الائتماني للبنوك الإسلامية، وإدارة السيولة والمخاطر فيها بطريقة تناسب متطلبات المستقبل، وضرورة الانتقال لمؤشر جديد في احتساب ربح التمويلات والحسابات بعيداً عن مؤشر سعر الفائدة، بالأضافة إلى مستقبليات الحوكمة الشرعية والنظامية والامتثال ، وضرورة بناء نظام مالي إسلامي متكامل بين المصارف الإسلامية والقطاع الوقفي وقطاع التامين التكافلي وقطاع الزكاة باعتبارها أعمدة منظومة المالية الإسلامية.
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضر الضيف على أسئلة الحضور ومداخلاتهم حول مستقبل المصرفية الإسلامية وعلاقتها بالبنوك المركزية وضرورة تطويرها لأدوات تلبي حاجة المستقبل وتتناغم معه حتى تستطيع المصارف الإسلامية من البقاء في ظل حالة تنافسية كبيرة وتطور تقني يحتاج إلى المواكبة المستمرة.
Leave A Comment